روى أبوداود في سننه بسند حسنه الألباني أن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال:
خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة .
فأمر النبي صلى الله عليه وسلم رجلين بالحراسة :
رجلا من المهاجرين ورجلا من الأنصار.
فلما خرج الرجلان اضطجع المهاجري وقام الأنصاري يصلي
فأتى رجل من المشركين ؛ فرأى الأنصاري يصلي فرماه بسهم فوضعه فيه.. (يعني استقر السهم في جسده) فنزعه ثم أكمل صلاته
ثم رماه بسهم ثان.. فنزعه وأكمل..
حتى رماه بثلاثة أسهم،
لكن بعد السهم الثالث ما استطاع الأنصاري أن يستحمل
فركع وسجد،
ثم انتبه صاحبه المهاجري..
فلما رأى المشرك أنهم أحسوا به وعرفوا مكانه هرب
ورأى المهاجريُ ما بالأنصاري من الدماء فقال: سبحان الله!
ألا نبهتني أول ما رمى؟!
يعني كنت أخبرتني من السهم الأول؟!
قال:
كنت في سورة أقرؤها؛ فلم أحب أن أقطعها.
نعم..
كان يصلي يتلذذ بالقراءة والصلاة فلم يرد أن يقطع تلك اللذة..
سبحان الله!
هل يوجد شيء كهذا في الحياة الدنيا..؟!
هل هنالك إحساس يصل إلى هذه الدرجة؟!
بل أكثر.. انتظر حتى نرحل معا إلى أحلى عبادة في العالم..
يقول ابن الجوزي في كتاب "المدهش":
"نحن في روضة طعامنا فيها الخشوع وشرابنا فيها الدموع"