لا يزال الفارق بين الكرة والفكر الأوروبى وبين الكرة الأفريقية والعربية عموما كبيرا جدا، فبعد شوط أول جيد من جانب المنتخب المصرى الذى صمد فيه أمام واحد من الفرق الأوروبية الكبيرة، تراجع بدنيا وذهنيا تماما مع الشوط الثانى ولم يتمكن من التصدى لحالة استفاقة عارمة نتجت عن تبديلين أكثر من رائعين قام بهما الداهية الإيطالى «كابيللو» ساهما فى ترجمة السيطرة الإنجليزية القائمة منذ بداية المباراة إلى أهداف.. ولم تُقَاَبل تلك التغييرات الحاسمة بتطوير أو ابتكار من الجانب المصرى..
ولهذا أنهى منتخب «الأسود الثلاثة» اللقاء سريعا لفوارق كبيرة تحتاج إلى المزيد من الاحتكاك مع تلك المدارس الكبرى للتعلم والاستفادة.
وبرغم إحراز المنتخب المصرى هدفه الأول الجميل لأفضل لاعبى المنتخب المصرى خلال شوط المباراة الأول «زيدان» تحركا ونشاطا، فإن إجراء «كابيللو» لتبديلاته الواقعية للغــاية،
زاد الضغط الهجومى الإنجليزى لدرجة عالية جدا لم تمكـن الجــانب المصرى أبدا من التعـامل معه بشكل صحيح وخاصة مع التراجع البدنى الواضح على أغلب اللاعبين وعدم تطوير طريقة اللعب للتصدى لتبديلات المدير الفنى للمنتخب الإنجليزى، الذى ضغط بقوة على الجانب الأيسر الدفاعى للمنتخب المصرى موسعا جبهة الهجوم على الأطراف، مما أرهق دفاع المنتخب المصرى وخلخله بشكل كبير،
وبالطبع لا يمكن لأى عاقل أن يقارن بين سرعة أغلب لاعبى الفريقين .. فالفروق واضحة للجميع!
■ ١٣ تسديدة للجانب الإنجليزى مقابل ٧ فقط للجانب المصرى، رقم يوضح اتجاه الضغط الهجومى بشكل كبير، ودقة الانجليز وخطورتهم على المرمى بالطبع كانت أكبر من الجانب المصرى.
■ المنتخب المصرى ظهر بشكل جيد إلى حد ما فى الشوط الأول، إلا أن إجمالى السيطرة على الكرة والتحكم التام فى رتم اللقاء كان لصالح المنتخب الإنجليزى بلا أى شك.
■ تساوى الفريقان فى عدد الركنيات المحتسبة لكل منهما، وإن شكلت لعبات الإنجليز خطورة فائقة على المرمى المصرى كما هى العادة فى مثلها حيث تظل تلك واحدة من كبرى المشكلات التى تواجه الكرة المصرية كلها وليس المنتخب وحده.
■ أداء لاعبى الهجوم المصرى جاء مخيبا إلى حد ما– وهو أمر متوقع رغم تذبذب مستوى دفاع إنجلترا فى ظل غيابات كبيرة– ولم يظهر بالفعل من هذا الخط إلا «محمد زيدان» ليس فقط بسبب الهدف الجميل ولكن لتحركاته الكثيرة وتحديدا خلال الشوط الأول (وكان استبداله خاطئا لأنه الوحيد الذى كان قادرا على ربط خطوط الفريق الأمامية فى ظل تراجع مستوى أحمد حسن)، وهو اللاعب صاحب أكثر عدد من المحاولات على المرمى الإنجليزى «٣ تصويبات».. وهو بالفعل أفضل لاعب فى المباراة من الجانب المصرى!
■ كان طبيعيا أن يتراجع إجمالى عدد التمريرات الفعالة من جانبنا ( ٦ فقط ) وإن كان أبرزها تمريرة الهدف من حسنى عبد ربه الذى قدم شوطاً أول جيداً جدا.
■ الطريف أن أكثر اللاعبين ارتكابا للأخطاء كان الثنائى (جمعة وزيدان)، فهو فقط أمر طبيعى للمدافع وائل جمعة!
■ ٨ كرات عرضية فقط طوال المباراة، بينها ٦ فقط صحيحة.. وهو بالطبع رقم ضئيل جدا، لم يظهر بشكل جيد فيه سوى «سيد معوض»، لكن كانت محاولاته الهجومية قليلة للغاية نظرا للضغط الذى تعرض له أغلب فترات اللقاء، وأرسل عرضيتين صحيحتين فقط!
■ وائل جمعة هو صاحب أفضل أداء دفاعى حيث تمكن من استخلاص الكرة ١٢ مرة ، ثم هانى سعيد «٩ كرات» تلاه لاعبا الوسط (غالى وعبدربه- ٨ كرات ) ولكن أغلب هذه الأرقام كانت فى الشوط الأول مما انعكس على الشكل الدفاعى المتراجع فى الشوط الثانى.. وكان أقل لاعبى الوسط هو «أحمد حسن» من خلال هذه الإحصائية!
■ أكثر من فقد الكرة «محمد زيدان»- ٧ مرات- ثم كل من «أحمد حسن وحسام غالى- ٥ مرات».
■ أفضل اللاعبين دقة فى التمرير وصاحب أكبر عدد من التمريرات هو «حسنى عبدربه» يليه «حسام غالى»، بينما الأسوأ هو «أحمد حسن» ثم «أحمد فتحى والمحمدى» بحكم مركزيهما!
■ تفوق إنجليزى تام فى عدد التمريرات ودقتها طوال المباراة، مما منح اللاعبين دوما سيطرة مطلقة على أغلب أحداث اللقاء، وإن كانت أفضل فترات المنتخب المصرى خلال «الربع ساعة الثانى- ١٥ ق إلى ٣٠ ق» من الشوط الأول .. بينما هبط تماما بتدرج واضح المستوى والتمريرات خلال الشوط الثانى بشكل واضح من الرسم البيانى الأول.
■ المنتخب الإنجليزى رغم امتلاكه للكرة كثيرا خلال الشوط الثانى تحديدا، إلا أن معدل تمريراته الخاطئة قل كثيرا عن الشوط الأول، بينما قلت التمريرات الخاطئة للمنتخب المصرى فقط خلال نفس الفترة المذكورة عاليا، وتدهور الأمر كثيرا بعدها!
■ التمرير الطولى الخاطئ للأمام كان هو الأعلى بين كل اتجاهات التمرير«٣٦ تمريرة خاطئة»، وهذا بالطبع أثر على تطوير الأداء الهجومى للفريق وزاد من الهجمات العكسية خاصة فى الشوط الثانى.
■ أكثر اللاعبين تمريرا خاطئا كان «أحمد حسن» بثمانى تمريرات خاطئة، وكان طبيعيا مع اجمالى عدد تمريراته القليلة عموما فى اللقاء ألا تتجاوز دقته فى التمرير (٦٨%) .. وهو أكثر اللاعبين تمريرا خاطئا للأمام أيضا «٧ تمريرات أمامية» وتلاه «أحمد فتحى- ٥ تمريرات أمامية خاطئة».
■ عصام الحضرى- كالعادة- قدم مباراة جيدة جدا وتصدى للعديد من الهجمات والتسديدات كما يتضح من جدول الأداء الرقمى له، وإن كان أخطأ فى كرة الهدف الثانى مرتين، فلم يتمكن من إبعاد التسديدة الأولى إلى مناطق جانبية لا تشكل خطورة على مرماه، ولم يتعامل جيدا مع تسديدة «فيليبس» غير القوية، ويلام تماما خط الدفاع فى المرتين حيث لم يحسن الضغط على مسدد الكرة، والثانية كانت شبه صعبة على الحضرى لأن لاعبى الدفاع حالوا دون رؤيته للكرة جيدا!