ثالثاً: أثناء المحاضرة
1. ابدأ بهدوء تام، فالسرعة تعطي انطباعاً بأنك ترغب في قول كل ما لديك على عجل والهروب.
2. التواصل البصري مهم جداً، فيجب أن يكون جميع الحضور ضمن مجال بصرك, واحرص على أن تنظر إلى جميع الحضور بالتساوي، دون تركيز على جهة ما، أو شخص ما، لأكثر من خمس دقائق.
3. في حال انزعاجك من نظر الناس إليك فلا تنظر إلى عيونهم مباشرة، بل انظر إلى مستوىً أعلى بقليل من رؤوسهم، فهذا يضمن استمرار تواصلك البصري معهم.
4. إذا وجدت أن قلبك يدق بسرعة ويديك ترتجفان فلا تكترث، وأقنع نفسك بأن الحضور لن يلاحظوا ذلك وإلا زاد خوفك، بل ركز على موضوعك الذي تتحدث فيه.
5. إن كنت خفيف الدم فلا بأس بنكتة سريعة في البداية لتزيل التوتر عن نفسك، ولكن قلها بثقة وهدوء، ولا تنسَ أنْ تضحك ضحكة خفيفة بعد إلقائها، وإلا فيمكنك لفت الأنظار عن توترك بعبارات من قبيل: (الجو حار قليلاً، أليس كذلك؟ ما رأيكم لو فتحنا النوافذ؟) أو (أعتذر عن التأخر فقد كنت أحضر نفسي للمحاضرة..)، ولا بأس ببعض الدعابة من قبيل: (أعدكم بأن تكون محاضرة ممتعة بشرط ألا تناموا)! أو (لن أعرفكم بنفسي لأني مشهور بما فيه الكفاية)!، ولا تنسَ الابتسامة.
6. بعد حصولك على بعض التجاوب من الحضور، عرف بنفسك وبموضوع الدرس، وغير ذلك من المقدمات، وسيزول القلق على الفور, وإذا لم تحاول التخفيف عن نفسك بهذه الطريقة فالزم الهدوء وتحدث ببطء، واحرص على أن تعطي الموضوع حقّه من الشرح، وسرعان ما ستجد نفسك مندمجاً مع الحضور ومتجاوزاً كلَّ مخاوفك.
7. كإجراء احتياطي -وللتخلص من القلق الزائد- يمكنك أن تمسك شيئاً في يدك (قلماً، مسبحة، عصا للشرح... إلخ) مع العبث به أثناء الكلام بشرط ألا يلفت الانتباه.
8. احذر الظهور بمظهر غير لائق، أبْقِ ظهرك منتصباً ورأسك مرفوعاً، لا تضع يديك في جيبك، وتجنب الحركة الزائدة.
9. في حال ورود أسئلة من الحضور، فعليك التحضير للموضوع جيداً، اطلب إلى الجميع تأجيل أسئلتهم حتى النهاية، واحرص على أن يكون طرحها على نحوٍ منظم, استمع للسؤال جيداً، ودوّن ما تسمعه على ورقة, خذ وقتاً كافياً للتفكير ولا تخشَ انتظار السائل أو مرور الوقت, وإذا كان السؤال محرجاً أو لم تجد له إجابة فإما أن يكون جوابك دبلوماسياً دون الوقوع في الخطأ، وإما أن تجيب بكل ثقة: أن هذا ليس من اختصاصك أو أن تَعِد السائل بالنظر في الأمر, كن معتدلاً في إجاباتك، واحذر الظهورَ بمظهر المدعي أو بمظهر الجاهل.
أخيراً، تذكر أن المحاولة الأولى هي أكثر صعوبة، فمهما كان أداؤك سيئاً فإن المحاولات القادمة ستكون أفضل دائماً، ومع الممارسة سيصبح الأمر عادة، فالكثير من مشاهير المتحدثين لم يكونوا ناجحين في البداية، ولكن التجربة والاستمرار في المحاولة هي التي صقلت مواهبهم.