عيون العظماء عيون العظماء
يحب دائما المبدعين لأن بداخله الإبداع والعطاء لذلك فهو يعرف للناس بصفه عامه وللموهوبين بصف خاصه أقدارهم ويحب دائما ان يتحدث عنهم ويعلمنا منهم كما تعلم هو من سيرهم الذاتيه وخبرتهم
فى الحياه.أتحدث أنا عن الأستاذ عبد الوهاب مطاوع رائد الأدب الإنسانى وصاحب بريد الجمعه وفى كتابه سلامتك من الآه يتحدث عن هوايته فى إقتناء تماثيل العظماء الذين يحبهم ويوصى أصدقائه
المقيمين فى الخارج باقتنائها له وعندما يسافر هو لاتخلو سفريته من زياره للمتاحف التى تعرض مقتنياتهم فهذا هواه وهذه هوايته رحمه الله وفى عيون العظماء فى هذا الكتاب يحدثنا عن بعضهم
وهو مستمتعا بذلك ويمتعنا نحن أيضا أتمنى هذا أن تستمتع بنبذات مقتضبه عنهم
يقول عن موزار أو موتسارت
أنه لم يعرف طعم الراحه طوال عمره القصير الذى استمر 34 عاما وأنه عانى عذاب الإبداع مبكرا فكتب اول سيمفونيه له وهو فى الثامنه من عمره وأول أوبرا وهو فى الحاديه عشره وقد خلف ورائه 41
سيمفونيه وعشرات الاوبرات والكونشيرتات كما سيطر بموسيقاه على روح القرن الثامن عشرفى اوربا
أما بيتهوفن
فقد تفجرت عبقريته وهو فى سن صغير وبلغ أوج شهرته وهو فى العشرين من عمره وبدلا من الاستمتاع بالنجاح والشهره فقد بدأ ت تظهر عليه أعراض الصمم فى اواخر العشرينات ثم أصيب
بالصمم التام وهو فى الأربعين ,انكسر قلبه فى عده تجارب عاطفيه كانت نهايتها كلها شديده الايلام ,كانت أروع وأعظم ثمار عبقريته تلك الاعمال الموسيقيه التى ابدعها وهو أصم لايسمع حتى دق الطبول
مات عن عمر يناهز ال57 وله تسعه سيمفونيات منها السيمفونيه الثالثه التى ألفها تمجيدا لنابليون حين بزغ نجمه فى فرنسا وسماها بونابرت ثم شطب اسمه من عليها وسماها البطوله عندما نصب
نابليون نفسه امبراطور للفرنسين وتنكر للمبادئ الجمهوريه
ويقول عن دانتى شاعر ايطاليا المشهور ان أروع ما كتب هوالكوميديا الالهيه والتى يتصور فيها برحله خياليه الى العالم الاخر فيتصور الجحيم منازل الخطاه والاشرار ثم المطهر حيث التطهر من الخطايا
لمن لاتخلدهم خطاياهم فى الجحيم ثم الفردوس حيث النعيم للابرار والصالحين ,يقول فى كتابه (ليس هناك أضل ممن يأخذه الأسى أمام قضاء الله)كما يقول المجد لاينال فى الفراش او تحت الاغطيه
وقوه الروح تظفر فى كل معركه
أما سقراط أبو الفلاسفه
فهو صاحب عينين جريئتين ويتعجب كاتبنا لماذا يصفه المؤرخون بأنه كان قبيح المنظر رث الثياب بارز العينين فهو يرى هذه الملامح متوافقه مع الدور الذى هيأته له الأقدار فبروز العينين هو
للتطلع الدائم الى الحقيقه ومحاوله الوصول اليها وكانت وسيلته لذلك هى سؤال كل من يقابله فى الاسواق عن ماهيه الاشياء فيسأل عن ما الانسان وما الخير وما الفضيله الخ...وكان يؤمن بأنه
والآخرين لايعرفون شيئا عن حقيقه ما يتشدقون به من ألفاظ لكنه يتميز عنهم بأنه يعرف انه لايعرف شيئافى حين لايعرفون هم أنهم جهلاء مثله
وهناك عبقرى الأدب الروسى صاحب الوجه الحالم أنطون تشيكوف
ولكن تكسوه مسحه من الأسى الدائم وذلك استمرارا لطفولته التعيسه التى قال عنها وهو فى أوج مجده -فى طفولتى لم تكن لى طفوله-فقد كان يعمل فى حانوت أبيه من الصباح الباكر حتى السادسه مساءا
ويتعرض لعقابه القاسى كثيرا وكان أبوه يلزمه هو وأخوته الى جانب العمل بالحانوت والتفوق فى الدراسه بتعلم بعض الحرف وبعد ان أنهى تشيكوف دراسه الطب وعمل بها ونشر روائعه
القصصيه قال لمدير المسرح يوما ما (كانت طفولتى خاليه من العطف الى الحد اننى مازلت أنظر الى العطف وكأنه شئ لم تكن لى به سابق خبره)لم أغفر لأبى حتى الآن جلده لى كثيرا
وأنا طفل صغير ورغم هذا الاحساس فلقد فاضت نفسه عطفا على النوع الانسانى كله وصورت قصصه أدق أسرار النفس ومات وهو فى الرابعه والاربعين من عمره
وصاحب الوجه المريح والملامح المرتبه هو أرسطو
وكأنها تنم عن عقله المرتب فهو المعلم الأول لأنه أنشأ علم المنطق فقبله لم يكن علما وتتلمذ على يد أفلاطون وكان مؤدبا للإسكندر الأكبر ثلاث سنوات ,مات فى منفاه هربا من الاثنيون الذين أتهموه
بالإلحاد ,كتب مائه وسبعين كتابا وصلنا منهم 47 فقط أسس علم المنطق وكتب فى الفلك والاجنه والجغرافيا والفيزياء والتشريح والشعر وكان أثره على الحضاره الغربيه والشرقيه عظيما
هؤلاء بعض العظماء الذى تحدث عنهم الراحل الاستاذ عبد الوهاب مطاوع فى قسم من كتابه فهو دائما يحب ان يعلم الناس من فكر الآخرين رحمه الله رحمه واسعه
هناء البحيرى
المصدر: hanaa abdelkhalek