خالد سمير عضو برونزي
عدد المساهمات : 27 تاريخ التسجيل : 02/12/2009
| موضوع: ادخل وستعرف كل شئ عن القراءة وتعليمها وكيف تصبح انت وطلابك من القراء المبتكرين الجمعة ديسمبر 04, 2009 12:11 pm | |
| القراءة للإبتكار المقدمة : القراءة والكتابة وسائل اتصال اكتشفهما الإنسان منذ آلاف السنين . ولا زالت هذه الوسائل تحافظ على مكانتها رغم التقدّم التكنولوجي وإيجاد وسائل أخرى جديدة للاتصال قد تبدو في الظاهر بديلة لها . ينهل الإنسان العلوم الغنيّة الموجودة في طيّات المنشورات والمخطوطات بواسطة القراءة . يسجّل ما يودّ أن يعبّر عمّا يجول في خواطره بواسطة الكتابة . تحافظ الكتابة على الأفكار المختلفة قدر ما تكون هذه الكتابة محفوظة حفظا سليما. وتفهم مقاصد الإنسان المختلفة، ضمن ما تفهم ، بقراءة ما كتبه ودوّنه . وهذا يعني أن الكتابة إنما تتطلب القراءة. ذلك لأن الإنسان لا يكتب لنفسه، بل يستهدف أصلا نقل أفكاره إلى الآخرين. وما كتب شيء إلا ليقرأ سواء كان من قبل صاحبه أو من قبل الغير . وبدون القراءة تبقى الكتابة رموزا غير مفكوكة ، لم تصل إلى أغراضها بعد ، ولم تؤد وظيفتها الأساسيّة . ورغم أن القراءة والكتابة مستقلّتان عن بعضهما البعض إلى درجة ما ، إلا أنّهما تكادان تشكّلان وجهي عملة واحدة يكمل أحدهما الآخر . على أنّه ليس بالضرورة أن يتعلّم شخص ما تعلّم القراءة الكتابة أيضا. وهناك في المجتمع أفراد يقرؤون ولا يكتبون . ولا يستطيع هؤلاء تسجيل ما يدور في خواطرهم من أفكار ، وقد يلجئون من أجل ذلك إلى الاتصال اللفظي . على أن الذي يتعلم القراءة يتعلّم معها الكتابة أيضا في معظم الأحيان . يسمّى الفرد الذي لا يعرف القراءة والكتابة أمّيا ، والأمّي جاهل يعيش في دهاليز الظلام التي لم تصلها أنوار العلم والمعرفة . يقاس تقدم المجتمعات في هذه الأيّام بنسبة قضائها على الأمّية . أي بمقدار ما يستطيع أفرادها إتقان القراءة والكتابة . والأمّية آفة من آفات هذا العصر ، وأينما انتشرت انتشر معها الفقر والمرض . ويكون الجهل والفقر والمرض ثالوثا يعرقل تقدم المجتمعات . صرفت المجتمعات المهتمّة بالتعليم ، ولا تزال تصرف مبالغ هائلة من أجل القضاء على الأمّية . لقد سبقت البلدان المتقدّمة البلدان النامية في هذا المجال ، وانخفضت فيها الأمّية انخفاضا كبيرا ، ووصلت ما وصلت إليه من تقدّم ورقيّ . ولا تزال أمم نامية كثيرة تتخبّط في هذا المجال الذي يشكّل عائقا مهمّا أمام تقدّمه وتنميته . لماذا نتعلم القراءة ؟ تحتلّ القراءة مكانة مهمة جدا في حياة الإنسان . ذلك لأنها تخلّصه من الظلمات ، وتوصله إلى النور . تنقذه من العمى ، فيمسي بصيرا ينظر إلى الأمور بعين العقل والعلم . ولا تستوي الظلمات والنور ، ولا يستوي الأعمى والبصير . تساعد القراءة الإنسان على الخروج من غيابات الجهل ، وتنقله إلى فضاء المعرفة الفسيحة . تصقل القراءة شخصية الفرد بمقدار ما ينهل وما يتعلم . وهو عندما ينهل بها ثقافة مجتمعه ، إنما يتكيّف بالشكل الذي يريده المجتمع . ويضمن له ذلك سهولة التفاهم وحسن المعاشرة، ويسر التكيّف مع أفراد المجتمع الآخرين. يرتاد الإنسان بالقراءة الثقافات العالمية الزاخرة، فيتعلّم ما يفكر به الغير، وكيف يفكّرون. ومن الجدير بالذكر أن يكون أول أمر ربّاني للرسول محمد (ص) والإنسانية جمعاء هو القراءة ، وأن يقرن أمر القراءة هذا بصفة الخلق الربّانية . يتوالى الأمر الربّاني بالتذكير بأنّه هو الذي علّم الإنسان بالقلم ما لم يعلم، والقلم أداة الكتابة لدى الإنسان . ويظلّ جبريل يكرّر هذا الأمر الربّاني على الرسول محمد ( ص ) عددا من المرات، مما يعكس على ما فيه من أهميّة بالغة . وكلّما استجاب الرسول محمد ( ص ) بأنّه إنما لا يعرف القراءة كلّما أصرّ جبريل على تكرار أمر ربّه . ولقد أدرك الرسول محمد (ص) أهمية هذا الأمر منذ الأيّام الأولى من نبوّته ، فبدأ ينشر رسالته بين أفراد عائلته وأبناء قومه . وقد أرسيت دعائم هذه الرسالة بشكل أساسي على قراءة القرآن وتطبيق تعاليمه. وإيمانا من الرسول محمد (ص) بأهمية القراءة في حياة المجتمع، ورغم أن الدعوة كانت لا زالت في أيّامها الأولى، فانّه سلك سلوكا خاصّا لم يضاهه أحد قطّ في مثل هذه الظروف. لقد اشترط على كلّ أسير بعد معركة بدر تعليم عشرة من أطفال المسلمين القراءة والكتابة مقابل إطلاق سراحه. وقد حثّ الإسلام على القراءة والكتابة، واعتبر قراءة القرآن والعلوم الأخرى مطلبا أساسيّا من مطالب هذا الدين الحنيف . لقد كانت القراءة أول أمر ربّاني لأهميتها البالغة في حياة الأفراد والمجتمعات على السواء ولم تنته الأوامر الدينيّة عند هذا الحد، بل توالت تحثّ على التعلم والتعقل والتدبّر والتفكير الحازم في مخلوقات الله والكون والسماء ، وطلب العلم من المهد إلى اللحد حتى ولو كان في الصين . وجميع هذه الأمور متعلقة بالقراءة عن كثب . لقد فرض العلم على كلّ مسلم ومسلمة . ولن يتمّ تعلم أي علم بدون قراءته . خصّص الإسلام لمن يؤدي فرض القراءة أجرا عظيما ، وواعد من يتركه جزاء وبيلا . لقد حمّل القرآن على الفرد مسئولية كبيرة في هذا الخصوص، وواعد المخالف لذلك عقوبة خاصّة يوم الآخرة . لقد واعد الله تارك قراءة القرآن بحشره أعمى يوم القيامة. وهي عقوبة خاصّة تحمّل العين على ما تحمّلها من بين الوظائف المختلفة وظيفة القراءة بشكل صريح وبيّن ، ويحسب الذي لا يقرأ كالأعمى ، وشتان بين الأعمى والبصير . يتعلم المسلم بالقراءة دينه ودنياه على السواء . وقد أقام الإسلام توازنا دقيقا بين الدين والدنيا ، حتى أضحى ما يتعلمه الإنسان لدنياه في مصاف العبادات . القراءة ضرورة من ضرورات الحياة ، يحتاج إليها كل إنسان مهما كانت مرتبته وجنسه وجنسيته ولونه ودينه . كما أن الإنسان يحتاج إلى مأكل ومشرب وملبس لسدّ احتياجاته الجسدية فانّه إنّما يحتاج إلى قراءة لسدّ احتياجاته الذهنية. ولهذا فقد قيل بأن القراءة غذاء الفكر والذهن والروح. ويتمخضّ عن ذلك أن تكون القراءة إضافة إلى ذلك متعة فريدة شيّقة ولذيذة من متع الحياة الدنيا ، لا تعادلها متعة أخرى قطّ . كما أن الإنسان يسدّ احتياجاته الجسدية بالأكل والشرب ويستمتع بهما إنّه إنما يسدّ بالقراءة احتياجاته الفكرية والذهنية والروحية ويستمتع بها أيضا. يتعلّم الإنسان القراءة منذ الصغر . لقد أكّدت ثقافتنا على هذا الأمر ، وجعلت العلم في الصغر كالنقش على الحجر . والصغير عندما يقرأ يستمتع بالقراءة ، ثم يجعلها فيما بعد جزء لا يتجزأ من حياته اليوميّة . ومن دون ذلك يكون الإنسان قد حرّم من هذه المتعة ، التي لا يمكن أن تعوّض بغيرها أبدا . لقد استخدم القرآن الكريم الجهل في سورة يوسف بمعنى الطيش ، لما يتصف به الجاهل من اندفاع للأمور من دون تروّي ، مما يؤدي به إلى الوقوع في أخطاء فاضحة . يتعلّم الإنسان بالقراءة ما لا يعلم ، فتغذّى الفكر وتصقله وتهذّبه وترفعه مراتب سامية وراقية
. لقد قيل في مأثور الكلام أن خير صديق للإنسان هو الكتاب . والهدف من ذلك هو التشجيع على مصاحبته وقراءته والاستئناس به . وقد سمّي القرآن بهذا الاسم للتأكيد على قراءته ، وقد أمر بقراءته على مكث (سورة الإسراء : الآية 106 ) أي على مهل وتؤدة للتفكير والتدبّر فيه . وطلب ممن يتواجد عند قراءتها الاستماع والإنصات يتحوّل الإنسان بالقراءة من أمّي إلى متعلّم ، ومن جاهل إلى مثقّف ، ومن متقوقع على نفسه إلى اجتماعي ، يرغب في نشر ما قرأه إلى غيره من الناس . توسّع القراءة أفاق المرء ، وتقضي على القوالب الذهنية التي تتحكّم في حياته ، وتحلّ محلها المرونة والانفتاح . ويستفيد الإنسان بذلك من خبرات الآخرين في كل مجال من مجالات الحياة ، وينظر إلى الأمور من زوايا مختلفة ، ويحسب لها حسابات شتّى تنتشر المدنية الحديثة وتنتقل من جيل إلى آخر بالمواد المكتوبة . ورغم أن المواد المسموعة والمرئيّة والمصوّرة التي تذاع بالراديو ، وتبثّ بالتلفزيون ، وتنقل بالآلة المبرمجة (الحاسوب الآلي) تحتلّ مكانة مرموقة في هذه المدنيّة ، وتتوسّع مجالاتها يوما بعد يوم ، إلا أن هناك تراثا ضخما مكتوبا بين طيّات الكتب والمجلات والجرائد والمنشورات الأخرى من اطروحات ورسائل ودوائر معارف وقواميس . وإذا كان ولابد من الإطلاع على هذا التراث الثريّ القومي منه والعالمي على السواء ، فلابد من القراءة التي تعوّض الحرمان الذهني بالثراء والغنى . إن المدنيّة الحديثة أمانة أودعها الجيل السابق في كاهل الجيل الجديد . لا تتطلب هذه الأمانة الاحتفاظ بما يستلم من الجيل السابق فحسب ، بل ينبغي تطويرها نحو الأحسن ، لكي تؤدي وظيفتها بالشكل الصحيح . ولن يتمّ ذلك إلا إذا تعلّمنا وعلّمنا الجيل اللاحق القراءة والكتابة خير تعليم ، وأبدعنا في مثل هذا التعلم والتعليم . ما هو الابتكار ؟ يعيش العالم اليوم في صراعات مستميتة من أجل ضمان منافع خاصّة في مستوى الأفراد والجماعات والمجتمعات على السواء . وأينما تجد صراعا تجد غالبا ومغلوبا أو مستغِلا ومستغَلا . وما من سبيل لكسب هذه الصراعات إلا بقدر ما يظهر الأفراد والجماعات والمجتمعات من الابتكار ، الذي يضمن غلبتهم على غيرهم . ولكي لا يكون الإنسان مغلوبا على أمره أو مستغَلا من قبل الآخرين ، فلابد له أن يكون مبدعا ومبتكرا . فالابتكار ضرورة من ضرورات الحياة المعاصرة ، التي يحتاج إليها الإنسان في كل آن وحين من أجل ضمان مصالحه ، وتحقيق مآربه ، والعيش عيشة سعيدة . يستطيع كل فرد أو جماعة أو مجتمع أن يكون مبتكرا ، فيما إذا استثمر وقته في هذا المجال ، وتعلّم وسائل تحقيقه . تنمّي التربية الابتكار أضعافا مضاعفة . وحيث أن الابتكار مطلب يومي يحتاج إليه كل فرد ومجتمع من أجل إدارة شؤونه على أحسن وجه ، فإنه يخلق الحيويّة والنشاط المستمرّين ، اللذين يكسبان الحياة المعنى وتذوق طعمها . الابتكار في أوسع معانيه تحطيم القوالب الموجودة ، والانفتاح على خبرات الآخرين ، والخروج عن المألوف ، والمباشرة بالخطوة الأولى نحو ما هو غير معروف ، وكسر قيود الفكر المفروضة على الفرد ، ووضع خط جديد للفكر ، وطرح بدائل مختلفة لمشكلة معروضة ، وارتياد طريق آخر غير الطريق الرئيسي الذي يسلكه الآخرون ، وإيجاد شيء جديد يؤدي إلى إيجاد أشياء أخرى ، والتوصّل إلى إيجاد علاقات جديدة بين الأفكار المطروحة ، وطرح فكرة جديدة ، وإيجاد وسيلة أو طريقة غير معروفة سابقا ، وارتياد مكان جديد ، أو كشف شيء غير معروف ، واختراع آلة أو جهاز جديد يفيد الإنسان . وما من شكّ في أنّ كل هذه الأمور إنما يحتاج إلى قراءة مستمرّة ومبتكرة في آن واحد . ومثلما ربط القرآن بين القراءة وصفة الخلق الربّانية ، يمكن ربط القراءة بالابتكار الإنساني . على أن الخلق الربّاني ينفرد بكونه من لاشيء ، بينما يكون الابتكار الإنساني من أشياء موجودة فعلا ، تساهم في تشكيل المواد الخام للشيء الجديد المبتكر ماذا نقرأ ؟ نقرأ في كل يوم أشياء شتى متباينة . تصنّف هذه الأشياء تصنيفات مختلفة ، تتضمن موادا مطبوعة أو مخطوطة على الأوراق وموادا سمعية أو ضوئية تكنولوجية . تتضمن الكتابات المطبوعة والمخطوطة الصحف والمجلات والكتب ودوائر المعارف والقواميس والاطروحات والرسائل والمخطوطات ، بينما تتضمن المواد السمعية والضوئية التكنولوجية الكتابات المسجلّة على أجهزة التسجيل والضوئية التي تنار بالإعلانات أو التي تنقل من شاشات التلفزيون والآلة المبرمجة ( الحاسوب الآلي ) . تنبع قراءة المواد المتباينة من أسباب عديدة تختلف من شخص إلى آخر . وقد يدفع سبب واحد شخصا معيّنا إلى القراءة ، بينما تتجمّع كلّ هذه الأسباب لدى شخص آخر . على أن المواد المقروءة يمكن تصنيفها من ناحية أخرى تصنيفا متباينا كما يأتي : • قراءة القصص : يجنى الإنسان فوائد شتى ومتباينة من قراءة القصص . وليس من الغريب أن يتضمن القرآن قصصا لطيفة وسلسة جدا ، تحمل بين ثناياها حكما وعبر غنيّة . لقد كانت هذه القصص خير القصص وأفضلها وأحسنها على الإطلاق . ( نحن نقصّ عليك أحسن القصص بما أوحينا إليك هذا القرآن وإن كنت من قبله لمن الغافلين ) ( سورة يوسف : الآية 3 ) . يشمل أمر قراءة القرآن ككلّ متكامل هذه القصص أيضا . وهذا يعني أن قراءة هذه القصص إنما فرضت على كلّ مسلم ومسلمة (… فاقصص القصص لعلهم يتفكّرون ) (سورة الأعراف: الآية 176 ) . ولا يخلو هذا الأمر من حكم ربّانية سامية . وإلى فوائد مهمّة جدا لقراءة القصص بحيث تنفع الإنسان في جوانب كثيرة من حياته . إملاء وقت فراغ الفرد بما يفيد وينفع مهمّ جدا من جوانب عديدة . ذلك لأن العادات الحميدة التي تكون جزء لا يتجزأ من حياة الإنسان إنما تتشكّل بمرور الأيام . تعتبر الهوايات من هذه العادات ، والقراءة إحدى الهوايات المهمّة التي لابدّ من تشكيلها لدى كل فرد . تلعب قراءة القصص الشيّقة دورا مهما في تكوين هذه العادات . تكون الأحداث التي تدور في هذه القصص وسيلة لجذب الإنسان إلى القراءة وضمان الاستمرار فيها . تتحوّل هذه العادات بالتدريج إلى هوايات يستمتع بها الإنسان ، ويقضي معها فترات سعيدة من حياته . أضف إلى ذلك فان عدم إملاء وقت الفراغ بما ينفع ويفيد قد يسبب في تعرّض الإنسان إلى مفاسد وشرور هو في غنى عنها . ولهذا السبب فقد قيل أن الفراغ مفسدة . ولاشك أن أمر تجنب المفاسد والشرور مهم جدا في كل من المستويين الشخصي والاجتماعي . تكسب القصص الفرد ثروة لغويّة غنيّة تفيده في التعبير اللفظي أو الكتابي عما يجول في ذهنه . ولما تملكه القصص من جاذبية ، فهي إنما تعوّد الفرد على القراءة بدون ضجر أو كلل أو ملل . تطوّر القصص لدى الفرد مهارات البحث والدراسة . تغني القصص من ناحية أخرى خياله وتوسع آفاق تفكيره . ترفع القراءة تحصيل الفرد وتطوّر اتجاهاته وتنمّي الابتكار لديه . تقوّي قراءة القصص شخصيّة الفرد ، لما لأبطال القصة من تأثير واضح عليه كأسوة حسنة ، وتساعده في علاج مشاكله النفسيّة . لقد وجد أن قراءة القصص إنما تؤدي إلى استخدام فصي المخ في آن واحد . يتطلب التفكير في التعبير اللغوي استخدام الفص الأيمن ، بينما يتطلب تجسيد أحداث القصة استخدام الفص الأيسر منه . وفي استخدام فصي المخ في آن واحد إثارة للابتكار والإبداع . ولما كانت هذه الفوائد ذات قيمة كبيرة لا يمكن الاستغناء عنها في أي حال من الأحوال ، فان قراءة القصص تصبح أمرا من الأهمية بمكان لكلّ فرد من أفراد المجتمع . • قراءة في الثقافة العامة : تتضمن القراءات في الثقافة العامة جانبين مهمّين في آن واحد ، لا يقلان أهمية عن بعضهما البعض . يتضمن الجانب الأول قراءات في علوم أخرى من غير الاختصاص ، ويتضمن الجانب الثاني قراءات في ثقافات المجتمعات الأخرى . يحتاج الإنسان إلى مقدار من الثقافة العامة في علوم أخرى من غير الاختصاص ، لكي ينظر إلى الأمور التي تجري في الحياة بمنظار علمي آخر . يكون الإنسان بدون هذه الثقافة العامّة معرّضا للشعوذة والدجل والسحر والمغالطات والأوهام والخرافات . يعمل التزوّد بمناهل العلوم المختلفة وظيفة وقاية الإنسان من هذه الشرور المنتشرة في جوانب الحياة المختلفة . تشمل هذه الثقافة العامّة جوانب العلوم الإنسانية وغير الإنسانية. المختلفة من دين وتربية وعلم نفس وفلسفة وعلم اجتماع وأدب وعلوم طبيعية ورياضيات وفنون جميلة . تكون هذه الثقافة العامّة وسيلة لتمشية أمور الإنسان العائلية والمهنية والاجتماعية اليومية بما ينفعه ويفيده . تكون هذه الثقافة أيضا عاملا مشتركا مهمّا للتفاهم مع من يعملون في ميادين أخرى للاستئناس بآراء بعضهم البعض . تلعب هذه الآراء من زاوية الابتكار والإبداع دورا بالغا كمثيرات تولّد أفكارا جديدة . يعكس تراكم المعلومات في الميادين الأخرى من غير الاختصاص ثقافة الفرد العامة . هذا ومن الجدير بالذكر أن القراءات في الميادين الأخرى مهمّة بقدر أهمية القراءات في الاختصاص نفسه . يعتبر تنويع الثقافة العامّة أمرا مهمّا جدا من زاوية الكشف المبتكر . يكون المبتكرون في معظم الأحيان ممّن يملكون ثقافة عامّة غنيّة . توفّر هذه الثقافة العامة فرصة لكشف علاقات جديدة ومجالات مشتركة بين ميدان الاختصاص وميادين الثقافة العامة الأخرى . وهو أمر تؤكد عليه تعاريف الابتكار والإبداع . والقراءات في علوم أخرى من غير الاختصاص مهمّة لأنها تثير الابتكار والإبداع والكشف لدى الفرد . ذلك لأن الفرد يستطيع أن يستعير شيئا ما كان قد استخدم بنجاح في علم معين ويطبّقه في ميدان اختصاصه . وتأريخ الكشوف مليء بمثل هذه الأمثلة . ولما كان علم الفيزياء أسبق العلوم تقدّما وأرسخها استقرارا ، فقد استعار العلماء منه طرائق بحثه المختلفة ، واستخدموها في علوم أخرى أجدد منه نشأة وأقلّ منه استقرارا . تتضمن ثقافة المجتمعات الأخرى أهمية بالغة في استعارة أشياء ، كانت قد استخدمت بنجاح في مجتمع معين ، لكي تستخدم في مجتمع آخر . تتضمن هذه الاستعارات جانبين مهمّين لا يقلان أهمية عن بعضهما البعض . الجانب الأول مادّي ، والجانب الثاني معنويّ . تعتبر استعارة الجوانب الماديّة أسهل من استعارة الجوانب المعنويّة . تلقى الاستعارات المعنويّة ردود فعل اجتماعيّة ، وخاصّة إذا كانت تمسّ المعتقدات والعادات والتقاليد والأعراف والقيم الاجتماعية الراسخة . تلعب وسائل الاتصالات التكنولوجية الحديثة اليوم من راديو وتلفزيون وآلة مبرمجة ( حاسوب آلي ) إضافة إلى القراءات دورا مهما في إغناء ثقافة الفرد العامة من كلا الجانبين المادّي والمعنويّ . تحققّ الأفلام الوثائقية التي تبثّ من قنوات التلفزيون هذا الهدف خير تحقيق . تغني المناقشات والمؤتمرات والندوات العلميّة التي تقام في الجامعات ، وتنوّع الثقافة العامة للمشتركين من غير أهل الاختصاص .
أنواع القراءات : توجد هناك أنواع عديدة ومختلفة من القراءات التي ندرجها في أدناه كما يأتي : القراءة الاعتيادية والقراءة السريعة : القراءة الاعتيادية هي تلك القراءة التي تتم بالسرعة الاعتيادية المعروفة للجميع . على أن العصر الذي نعيش فيه هو عصر السرعة وانفجار المعرفة ، ولا يملك الإنسان العصري من الوقت ما يكفيه لنهل العلوم الغزيرة . ولهذا السبب فقد كانت هناك حاجة ماسّة إلى القراءة السريعة التي يتمّ فيها التركيز على الأفكار أكثر مما يتمّ فيه الوقوف على الكلمات المكتوبة . يركّز في قراءة العلوم الأجنبية على أواسط الصفحة . غير أن تراكيب اللغات الأجنبية تختلف عن تراكيب اللغة العربيّة . تركّز تراكيب الجمل في اللغة العربية على الأفعال التي توضع في بدايات الجمل على الأكثر . لهذا ينصح القارئ بالتركيز على هذه الأفعال ، والمرور على باقي الجمل بسرعة خاطفة . القراءة الصامتة والقراءة الصائتة : القراءة الصامتة هي تلك القراءة التي تتمّ بالنظر إلى الكلمات ، وتحريك الشفاه أو دون تحريكها ، دون إفساح المجال للآخرين لسماع ما يقرأه الإنسان . أما القراءة الصائتة فهي تلك القراءة التي يتمّ فيها إخراج ألفاظ المواد المقروءة بحيث يمكن سماعها من قبل الآخرين أو الشخص نفسه . تتميز القراءة الصامتة بكونها مريحة لمن يحيط بالشخص ، وغير متعبة بالنسبة للفرد نفسه . أما القراءة الصائتة فإنها تتميز بسماع ما يقرأ ، إضافة إلى رؤية الألفاظ المكتوبة . تكون المواد التي تقرأ بهذه الطريقة من هذا المنطلق أكثر ترسيخا في الذهن لاشتراك حاستي السمع والبصر في التعلم . القراءة الهادفة والقراءة العابرة : القراءة الهادفة هي تلك القراءة التي يبحث فيها القارئ عن شيء يهمّه وينفعه . أما القراءة العابرة فهي تلك القراءة التي تكون عامّة ، يمرّ عليها المرء مرّ الكرام بقصد الإطلاع ، ولا يستهدف منها شيئا معيّنا بالذات . وكلا من هاتين القراءتين ذات أهمية كبيرة من وجهة نظر الابتكار والإبداع والكشف والاختراع . القراءة الإستجمامية والقراءة الدقيقة : القراءة الاستجمامية هي تلك القراءة التي تكون للاستمتاع وقضاء وقت الفراغ ومن اجل الحصول على الثقافة العامة . أما القراءة الدقيقة فهي تلك القراءة التأملية التي يستهدف منها الإفادة من المواد المقروءة توّا أو لاحقا . لذلك يقوم القارئ بتسجيل الملاحظات اللازمة والاحتفاظ بها لهذا الغرض للاستفادة منها في المستقبل . تعتبر هذه الطريقة الأخيرة مهمة جدا من زاوية الابتكار والإبداع . ولا تخلو القراءة الاستجمامية من أهميّة لهذا الغرض لأنها تزوّد الفرد بمثيرات جديدة . قراءة المرة الواحدة والقراءة المتكرّرة : قراءة المرة الواحدة هي تلك القراءة التي تؤدى لمرّة واحدة دون تكرار . ولا يهتمّ الإنسان كثيرا بما يحتفظ منها وما ينساها . ويتمّ في العادة نسيان نسبة منها ، قد تكون كبيرة ، بعد القراءة مباشرة . تزداد هذه النسبة في العادة بمرور الزمن . أما القراءة المتكرّرة فهي تلك القراءة التي يتمّ فيها تكرار المواد المقروءة أكثر من مرّة واحدة . وكلّما زاد عدد مرات التكرار كلّما زاد تذكّر نسبة أكبر منها . لا تخلو القراءتان من أهمية من وجهة نظر الابتكار ، رغم ما تبدو أن القراءة المتكررة أثقل كفّة من صاحبتها. القراءة للحفظ والقراءة للفهم : القراءة للحفظ هي تلك القراءة التي يقصد منها حفظ المواد المقروءة ، وقد يهتم القارئ بالألفاظ أكثر مما يهتم بالمعنى . قد يكون الحفظ آليا ، وقد يكون مبنيّا على الاستيعاب والفهم . القراءة للفهم هي تلك القراءة التي يركّز فيها على المعنى أو المحتوى ، وقد تستخدم في إعادة المواد المقروءة ألفاظ غير تلك الألفاظ التي استخدمت في النصوص الأساسية . وهو أمر له علاقة ماسّة بالابتكار . قراءة الفهم أهم من قراءة الحفظ من زاوية الابتكار ، على أنه على أنه لا يمكن الاستغناء عن الأولى للحاجة الماسّة إلى إيراد النصوص أحيانا . قراءة المكتوبات وقراءة المصوّرات : قراءة المكتوبات هي قراءة الكلمات والألفاظ والجمل والعبارات . أما قراءة المصوّرات فهي قراءة الصور والرسوم واستخراج المعاني الكامنة فيها . أي تحويل الصور والرسوم إلى كلمات وجمل وإفادات منطوقة أو مكتوبة . تحويل الكلمات المكتوبة إلى صور ورسوم ، وتحويل الصور والرسوم إلى كلمات مكتوبة تدريب ذو أهمية كبيرة يطوّر الابتكار والإبداع لدى الأفراد . قراءة ما يحبّه الإنسان ويهواه وقراءة ما لا يحبه ويهواه : تنبع قراءة ما يحبّه المرء من اختيار مواد القراءة بمحض من إرادته وطلب في نفسه . ويتمّ اختيار ما يحبّه وما يهواه من عادة يكتسبها الإنسان بمرور الأيام تلعب دورا مهما في تشكيل ميوله واتجاهاته ومن ثم قيمه . حتى إذا ما تمّ تشكيل هذه الميول والاتجاهات والقيم فإن الساعات التي يقضيها الإنسان في القراءة تتحوّل إلى ساعات من الراحة والمتعة والسعادة والشعور بالرضا والتلذّذ وانشراح الأسارير وبشيء من الاطمئنان النفسي . وهكذا يكون الإنسان مرافقا ومصاحبا خير صديق يتسامر معه ، ويقضي من عمره ساعات من الهناء وإرضاء النفس دون الشعور بالوحدة والانفراد والعزلة . قراءة ما لا يحبه المرء وما لا يهواه قراءة مفروضة عليه من قبل الغير أو حتى من قبل النفس دون الشعور بالرضا أو دون أن يكون هناك ميل صادر من هوى النفس . قد يفرض هذا النوع من القراءة على الفرد من قبل الوالدين أو القائمين بالتعليم أو حتى السلطات القائمة . قد يبدو للفرد من أوّل وهلة أن مثل هذه القراءة غير نافعة ، طالما أنها مفروضة عليه من قبل الغير . على أن الحقيقة ليست بمثل هذه البساطة . ذلك لأن هذه القراءة قد تكون مسبقة للقراءة الأولى قبل أن يشعر الإنسان بمتعة القراءة . وقد تكون هذه القراءة بهدف تزويد الفرد بالضروريات المشتركة من الثقافة العامة . على أن الإنسان يستطيع أن يفرض على نفسه قراءة شيء لا يحبّه ولا ولا يهواه ، بهدف البحث القراءة المستمرّة والقراءة المتقطّعة: القراءة المستمرّة هي تلك القراءة التي يتمّ فيها العمل لساعات طوال بدون توقف. أما القراءة المتقطعة فهي تلك القراءة التي يتمّ فيها إعطاء فترات من الراحة التي تختلف من شخص إلى آخر. يبدو أن ربع ساعة من الوقت في كل ساعة من الزمن هو المعيار الأمثل للراحة . تساعد هذه الطريقة الذهن على الراحة والتركيز وجمع شتاته مرة أخرى . ولقد أكّد نبينا محمّد ( ص) على ذلك بقوله : روّحوا عن القلوب ساعة بعد ساعة ، فإن القلوب إذا كلّت عميت . تتضمن القراءة المتقطعة أيضا دراسة مواد مختلفة بالتناوب. وفي كلتا الحالتين ترجّح القراءة المتقطّعة على القراءة المستمرّة، إلا إذا كان الأمر عفويا تلقائيا، لا يروم الإنسان قطع ما هو فيه من استمرارّية في التركيز . قد يدأب العلماء على القراءة الغزيرة والمستمرّة ، وينسون أنفسهم وهم يبحثون ويقرؤون في جوّ خاص قد وفّروه لأنفسهم . وإذا ما أستهدف التعمقّ في مجال من المجالات العلمية فلا بد من قراءة ما كتب في هذا المجال . تضمن القراءة المستمرّة الغزارة في تراكم المعلومات في ميدان من ميادين العلم . وما لم يتم ذلك فإنه يصعب التعويض عن أشياء كثيرة كان قد سبق إليها الغير . وهذا مما يفقدها أهميتها، ويعني إسرافا في الوقت والجهد والمال . تضمن لنا القراءة الغنيّة إضافة إلى تراكم المعلومات خلق فرصة تطوير المواد المقروءة . تُوفر القراءة للشخص من ناحية أخرى فوائد الإطلاع على الموجود الذي يساعده في النظر إلى الأمور من زوايا مختلفة، وقد يخطو المرء خطوة أخرى إلى ما بعدها. قد يفتح الطريق لأفكار جديدة . على أن القراءة الغزيرة قد تعيق اكتشاف ما هو جديد إذا ما تمّت بطريقة غير سليمة. ذلك لأن القارئ قد يبقى تحت تأثير المواد المقروءة، فلا يستطيع أن يتجاوزها، ويصاب بشيء من القنوط واليأس. وقد يفكّر بأن كل شيء قد اكتشف في هذا المجال ، وليس هناك من شئ جديد يمكن أن يضاف إلى ما هو موجود . على أن الأمر معكوس تماما . ذلك لأن المعرفة إنما تتضاعف بطريقة تشبه الانفجار تماما . وهذا يعني أنه كلّما تضاعفت المعرفة كلّما كانت هناك مجالات اكبر واحتمالات أكثر للتطوير والتوسيع ( أن هناك مصدرين للابتكار ، هما : خبرات الآخرين وبراءة الأطفال . يطلق على خبرات الآخرين بطريقة الابتكار الكلاسيكية . يحاول الفرد بهذه الطريقة امتلاك شيء كان قد امتلكه أفراد آخرون . على أن هذا الامتلاك يطغى عليه التقليد ، ويتضمن التقليد الشيء القليل من الابتكار . تفيد القراءة الغزيرة إذن الابتكار من ناحية ، وتعيقه من ناحية أخرى . تعكس طريقة البراءة ( innocence ) الشيء الكثير من الابتكار . تقع هذه الطريقة في الجهة المعاكسة لطريقة خبرات الآخرين . تعتمد طريقة البراءة على ما لدى الأطفال من قابلية للابتكار الذي ينبع من براءتهم بسبب من النقص في غزارة المعلومات . ذلك لأن غزارة المعلومات قد ترسم حدودا يصعب اختراقها من قبل البعض . ومن أجل حلّ هذا التناقض الموجود بين الطريقتين ، والاستفادة الكاملة من امتيازاتهما معا ، يُلجأ إلى طريقة القراءة المتقطّعة بدلا من القراءة لأيّام أو حتى لساعات طويلة . وهذا يعني أن الفرد يوقّف القراءة ، ويبدأ بالتفكير فيما قرأه ، ثم يقرأ من جديد ، ويفكّر مرة أخرى . وهكذا يستمرّ على هذا المنوال . ساعة من القراءة تليها ساعة من التفكير فيما قُرِأ خير من القراءة لساعتين متتاليتين . ويكون الفرد بذلك قد طبق بالقراءة طريقة خبرات الآخرين ، وطبّق بالتفكير طريقة براءة الأطفال . وتضاف بذلك أفكار جديدة للمواد المقروءة بتطبيق هاتين الطريقتين بالتناوب . يؤكد دي بونو ( De Bono, 1993; 44 ) أنه ينبغي استخدام طريقتي خبرات الآخرين الكلاسيكية وبراءة الأطفال معا من أجل الحصول على المتراكم في المعلومات والإتيان بأشياء جديدة . تستخدم طريقة خبرات الآخرين عندما يراد الدخول إلى مجال علمي جديد لتعلم ما هو موجود في ذلك العلم . على أن طريقة براءة الأطفال لا تحتاج إلى مثل هذا الإجراء . يبقى المرء بخبرات الآخرين تحت تأثير ما هو موجود في علم معين إذا ما اكتفى بالقراءة ، ولم يستخدم طريقة براءة الأطفال . أما إذا ما استخدم طريقة خبرات الآخرين فقط فإن أفكاره إنما تفتقر إلى الأصالة . وإذا لم تطبق هذه الطريقة بالمرّة فيكون هناك إسرافا في الوقت والجهد . تكون فرصة الفرد الوحيدة هي التحدّي والتوجّه نحو الاتجاه المعاكس لا غير . وهكذا يقرأ كل شيء من أجل كسب المهارات . أما إذا أريد الابتكار والأصالة فلا حاجة إلى قراءة كلّ شيء . ومن أجل حلّ هذا الإشكال فإنه ينبغي على المرء أن يقرأ أوّلا ما فيه الكفاية من أجل فهم كنه الميدان الجديد. يتوقّف المرء بعد ذلك عن القراءة ويفكّر تفكيرا عميقا فيما قرأه . وعندما يصل الأمر بالفرد إلى تطوير بعض الأفكار التي سبق وأن قرأها يعيد القراءة من جديد . وهكذا تتناوب عمليات القراءة والتفكير واحدة تلو الأخرى . القراءة وتصنيف بلوم والابتكار : لقد كانت المحاولات التي بذلها بلوم لتصنيف الأهداف التربوية حركة مهمة بدأت في الخمسينات من القرن الماضي ، وتركت آثارا مهمة لازالت تحافظ على أهميتها . صنّف بلوم الأهداف التربوية إلى ذهنيّة وعاطفيّة . قسّم الأهداف الذهنية إلى ستّة مستويات ، تضمنت المعرفة والاستيعاب والتطبيق والتحليل والتركيب والتقييم . رتّب بلوم الأهداف التربوية ترتيبا تصاعديا من السهل إلى الصعب بين المستويات من ناحية وفي داخل المستوى الواحد من ناحية أخرى . تتضمّن جميع المستويات من التصنيف الابتكار . على أن المستويات الأدنى منه تتضمن القليل من الابتكار ، ويزداد هذا الابتكار كلّما صعدنا نحو المستويات العليا . يوجد أقلّ مستوى من الابتكار في التقليد الذي ينبني على أخذ المعرفة من الآخرين ونقله كما هي إلى الآخرين . يزداد الابتكار بتطوير المعرفة التي جاء بها الآخرون . يتمثّل هذا التطوير في الاستيعاب ، ويزداد في التطبيق والتحليل . يتمخض التركيب والتقييم اللذان يقامان على المستويات السابقة عن الكثير من الابتكار . • القراءة والمعرفة : يقصد بالمعرفة تذكر مواد تعلّمها المرء في فترة سابقة . والمعرفة هذه واسعة المدى تبدأ في أبسط مستواها بالتعرف على الحقائق الخاصة كالرموز اللفظية وغير اللفظية من تواريخ وحوادث وأشخاص وأماكن . يعتبر التعرف على الطرائق والوسائل التي تتعامل مع الحقائق الخاصة مستوى متوسط من هذا الصنف . تتضمن المعرفة أيضا الوسائل التي تعالج عرض الأفكار والظواهر ، ومعرفة العمليات والاتجاهات والتغيرات في الظواهر التي تتعامل مع الزمن ، ومعرفة التصنيفات والتقسيمات والرتب في أي علم من العلوم ، ومعرفة المعايير التي يتم بواسطتها الحكم على الحقائق والمبادئ والآراء ، ومعرفة الطرائق التي تتم فيها الدراسة في حقل معين . تعتبر معرفة العموميّات والمجردّات أعلى مستوى من التعقيد في هذا الصنف . يتضمن هذا الصنف معرفة المبادئ والتعميمات التي تفيد في التفسير والوصف والتنبؤ وتحديد أنسب النشاطات الملائمة التي يجب تبنّيها . تتضمن أيضا معرفة النظريات والبُنات التي تشمل هيكل المبادئ والتعميمات مع علاقاتها المترابطة ، التي تعرض وجهة نظر منظمّة في ظاهرة أو مشكلة أو حقل معقد . تملك ثروة علمية كافية في هذا الميدان . لا يُتوقع من جاهل أن يكتشف شيئا جديدا مهمّا في يوم من الأيّام . ذلك لأنه لا يملك التراكم العلمي الكافي الذي يؤهله لمثل هذا الكشف . ومن دون تملك تراكم علمي كاف يكاد يكون من المستحيل ابتكار شيء جديد . ولهذا السبب لم تخترع الطائرة قبل خمسمائة سنة . ذلك لأن التراكمات العلمية إلى حد ذلك اليوم لم تكن كافية بالمرّة لمثل هذا الكشف . على أن بعض المفكّرين والعلماء المبتكرين جدا قد يأتون بأفكار سابقة لأوانها . وقد تكون هذه الأفكار نتيجة لذلك سببا في خلق مشاكل كثيرة لهم . والتأريخ مليء بأمثلة كثيرة من هذا النوع . على أن ديمقراطية هذا العصر وانتشار التكنولوجيا قد قلّلا من مثل هذه الأزمات . هذا ومن ناحية أخرى فان هناك نوعا من التطوّر الذي يحصل في ميدان الاكتشافات . إن إيجاد المكنة التي تسيّر الجهاز على الأرض على سبيل المثال خطوة ممهّدة لطيرانه في السماء . يسجل تأريخ المدنيّة الحديثة اكتشاف العجلة بأنه أهم اكتشاف في التأريخ . ذلك لأن هذا الاكتشاف إنما فتح الطريق لمكتشفات كثيرة بحيث لا يمكن عدّها أو حصرها تماما . لا تؤدي قراءة المعرفة الإنسانية وحدها إلى الابتكار . على أنها تشكل القاعدة الأساسيّة التي ينبني عليها الابتكار . فلا يمكن إقامة البناء ، ولا يمكن أن يتوقع الابتكار بدون وضع هذه القاعدة . فأهميّة القراءة للابتكار هنا كأهمية تحضير التربة للنبتة الجديدة . تشكّل المواد المقروءة من ناحية أخرى مثيرات لأفكار جديدة ، ولولاها لما ولدت هذه الأفكار الجديدة ، وما كانت في حيّز الوجود . تسجّل الملاحظات التي تؤخذ نتيجة القراءة في أوقات متباينة بشكل منتظم في سجل أو بآلة . الأقوال تزول وتتلاشى وتذهب هباء إذا لم يتمّ تسجيلها بطريقة ما . والذين يعتمدون على ذاكراتهم يصيبون بخيبة أمل في كثير من الأحيان . والأفكار تنير الذهن بسرعة البرق ثم تزول وتتلاشى وتدخل في تعداد النسيان ، وقد لا تخطر بالبال مرّة أخرى . لا يمكن الاعتماد على الذاكرة في هذه المجالات ، ذلك لأنها لا تسعف الإنسان بالمطلوب في حينه أو حتى بعده . وقد قيل أن الذاكرة خوّانة . وهذا الأمر صحيح حتى بالنسبة لكبار العلماء منهم. فتسببّ عند ذاك في إصابة صاحبها بخيبة أمل كبيرة ، وبندم لا ينفع شيئا . أما الباقي فهو المدوّن على شيء والمسجّل بطريقة أو بأخرى . كما أنه يمكن تسجيل الأفكار والأقوال على الورق يمكن تسجيلها أيضا على آلة التسجيل الصوتي أو الآلة المبرمجة ( الحاسوب الآلي ) . وإذا ما احتفظ بكل هذه المواد فإنها تشكل بمرور الأيام المواد الخام للابتكار والإبداع والكشف والاختراع . هذا ومن ناحية أخرى فإن الأفكار المتباينة التي ترد في الخواطر أثناء القراءة ينبغي أن تسجّل لكي لا تغيب عن البال غيابا تاما . يطلق أبستين ( Epstien: 1993; 75 ) على هذه الطريقة اسم القبض على ( capturing) . تقفز فكرة جديدة من اللاشعور إلى الشعور ، كما تنير ومضة معيّنة الذهن بسرعة خاطفة كالبرق . إن الحركة السريعة لهذه الومضات إنما تولّد صعوبة في الاحتفاظ بها . ولهذا السبب فإن الأفكار المبتكرة كهذه والتي لا تسجّل إنما تغيب عن البال سريعا، ولا يمكن إنقاذها من طيّ النسيان مرة أخرى . ولكل شخص طريقة خاصّة في أخذ الملاحظات. على أن هذه الطرائق يمكن أن تطوّر نحو الأحسن . ومهما تكن هذه الطرائق فإن المهمّ أنها تحافظ على الأفكار وتخلّصها من النسيان . يذكر في تأريخ الاكتشافات أن أوتو لوي ( Otto Loewi ) العالم البايولوجي الذي كان يجري تجارب مضنية مستمرّة على الخليّة الحيوانية لسنوات طويلة لا يستطيع فيها حلّ المشكلة التي كانت تشغل ذهنه منذ بضعة سنين . واستطاع أخيرا أن يحلّ هذه المشكلة في حلمه . فأفاق من نومه ، وسجّل ملاحظاته في الظلام ثم نام مرة أخرى . على أنه لم يستطع أن يقرأ خط يده بعد أن نهض من نومه في الصباح . وهكذا فقد نسي الحلّ الذي انتظره بصبر لسنوات طويلة . على أن هذا العالم كان محظوظا جدّا . فقد رأى الحلم نفسه في الليلة التالية . وما أن أفاق من نومه في هذه المرّة حتى أشعل المصابيح ، وعجّل بالذهاب إلى مختبره ، وسجّل حلمه كاملا دون أن يدع أي مجال للنسيان . لقد حصل هذا العالم نتيجة أعماله هذه جائزة نوبل العالمية الشهيرة . • القراءة والاستيعاب : يعرّف الاستيعاب بأنه القدرة على إدراك معنى المادة . يتضمن الاستيعاب ثلاثة مستويات . يحقق المستوى الأول بتحويل مادة من شكل إلى آخر أو بترجمة مضمون من لغة إلى لغة أخرى . يتضمن المستوى الثاني التفسير والتلخيص اللذان يشملان نوعا من إعادة التنظيم . يتضمن المستوى الأخير توسيع المواد بتحديد تطبيقاتها ونتائجها وملحقاتها وآثارها التي تتفق الشروط التي حدّدت في الأصل . تلخيص المواد المقروءة وتسجيلها طريقة جيدة من الطرائق التي تؤدي إلى الابتكار . تسجّل معلومات كافية عن المصادر بتفاصيلها التي تغني من العودة إليها مرة أخرى . يتضمن تلخيص المواد المقروءة قدرا اكبر من الابتكار الموجود في المعرفة . ويتضمن التلخيص تمييز الأفكار الأساسيّة وغير الأساسيّة من بعضهما البعض ، وتثبيت الأفكار الأساسيّة ، وترك غير الأساسيّة منها . ولا يقف الأمر عند هذا الحدّ ، بل تصاغ المواد المقروءة صياغة يؤكد فيها على المعنى أكثر مما يؤكد فيها على ألفاظ الكاتب ، إلا إذا كانت هناك مصطلحات خاصّة يراد تثبيتها . تكتب المواد المقروءة بتعبير القارئ الخاص مع الاحتفاظ بالمعنى الموجود في المضمون . تفسّر أفكار معيّنة تتطلب التفسير أو توضّح بناء على خبرات القارئ الخاصّة . تعاد صياغة المادة من جديد . القراءة والتطبيق : يتضمن التطبيق القدرة على استخدام المجرّدات التي تعلّمها المرء سابقا في مواقف جديدة ماديّة وخاصّة . قد تتضمن المجردات أفكارا عامّة وتعليمات الطرائق أو طرائق معمّمة ، وقد تكون مبادئ تقنيّة وأفكارا ونظريات لابد من تذكّرها وتطبيقها . إن التطبيق العملي للقراءة هو تنظيم ملفات خاصة لما يقرأه الفرد . تحققّ هذه الملفات فوائد كبيرة للشخص . ومع تقادم الزمن تتجمع خزينة معلومات كثيرة في هذه الملفّات ، لها قيمة كبيرة لا تقاس بمال . يوضع في هذه الملفات مما يقرأ من كل شيء غريب وعجيب جلب انتباه القارئ . تتضمن محتويات هذه الملفات آراء الشخص نفسه وآراء الآخرين أيضا. تجمع أيضا في هذه الملفات أفكار ومقالات وبحوث وصور ورسوم وإعلانات وصور هزلية ( كاريكاتورات ) وأشياء حقيقية . تكون هذه المعلومات مهمة في إثارة الابتكار لدى الفرد . يلقى الفرد بين فترة وأخرى النظر إلى محتويات هذه الملفات . ويحاول بذلك فيما بعد أن يوجِد علاقة بين هذه المواد من ناحية والقضايا التي تشغل فكره ، وتتطلب حلا لها من ناحية أخرى . وهكذا تلعب محتويات هذه الملفّات دورا كبيرا كمثيرات لأفكار جديدة . يتضمن التطبيق فيما يخص قصص الأطفال تحويل الأفكار التي تراود خيالات الفرد إلى كتابات وتسجيلها على ورقة مهما كانت هذه الأفكار حتى وإن كانت تبدو غير مهمّة منذ أول وهلة القراءة والتحليل : التحليل هو القدرة على تجزئة كلّ واحد مترابط إلى عناصره الأولية بهدف توضيح هذه العناصر وفهمها . يتضمن التحليل أيضا توضيح الترابط والتفاعل والعلاقة الموجودة بين هذه العناصر والبنية التنظيمية التي تكوّن الكلّ . فتحليل الكلّ إلى عناصره يمثل المستوى الأول ، وتحليل العلاقات يمثل المستوى الثاني منه ، بينما يمثل تحليل المبادئ التنظيمية المستوى الثالث منه . يعتبر تحليل المواد المقروءة إلى عناصرها الأولية مهمّا جدا من زاوية الابتكار . تستخدم هنا طريقة الابتكار التي يطلق عليها بطريقة التعويض . يحاول الفرد حسب هذه الطريقة أن يغيّر بعض هذه العناصر ويعوّضها بعناصر أخرى من صنع تفكيره وخياله . ويظلّ يفعل ذلك إلى أن ترجّح كفّة عناصره التي هي من صلب أفكاره على كفّة الأفكار المتبقيّة في الكلّ الذي تتكوّن منه المادة المقروءة حتى وإن كانت قصّة . وكلّما زادت أعداد العناصر التي يغيّرها المرء في المواد المقروءة كلما أضحت المادة الجديدة شيئا خاصا به . لقد كانت الانطلاقة الأساسية الأولى من أفكار الآخرين ، بينما أمست النهاية فكرة جديدة مبتكرة بالشخص القراءة والتركيب : التركيب هو عكس التحليل ، إلا أنه أصعب منه . ويتضمن القدرة على وضع مجموعة من العناصر والأجزاء في كلّ جديد مترابط لم يكن موجودا سابقا . على أن الأمر ليس فقط جمعا بسيطا للعناصر ، وإنما هو عبارة عن تفاعل تامّ بين هذه العناصر لتكوين كلّ جديد . فالعلاقات موجودة في التحليل ، أوجدها صاحب الفكرة . وما يطلب من القارئ تحديد العناصر والعلاقات . تتمخض صعوبة التركيب من حيث أن القارئ هو الذي يوجد هذه العلاقات . يتضمن التركيب في المستوى الواطئ إنتاج علاقات فريدة من الأفكار والمشاعر والخبرات . يتضمن في المستوى المتوسط منه إنتاج خطّة من مجموعة من العمليّات المقترحة . يتضمن في المستوى العالي منه اشتقاق مجموعة من العلاقات المجردّة . يتطلب التركيب تأكيدا على السلوك المبتكر الخلاق ، وذلك بتكوين أنماط أو بنيات جديدة . تتجمع لدى الفرد بمرور الأيام عناصر كثيرة من قراءاته المختلفة ، سواء منها التي احتفظت في الذاكرة أو الملخصات التي كتبت أو تلك التي دوّنت على شكل ملاحظات مكتوبة حول المواد المقروءة أو القصص أو الأفكار التي راودت الفرد خلال القراءة أو مواد أخرى جمعت من هنا وهناك . إلقاء النظرة على هذه المواد بين فترة وأخرى مهم جدا من حيث أنه يفيد في تبصر علاقات وروابط جديدة بين أفكار وأحداث متباينة وتشكيل كلّ جديد لم يكن موجودا سابقا . قد يكون الكلّ الجديد ، الذي أبتكر نتيجة التركيب ، قصّة أو شعرا ، رسما أو نحتا ، قطعة موسيقية أو لحنا ، مقالة أو بحثا ، كتابا أو مخترعا جديدا . وأصالة الشيء الجديد ترفع من قيمته . وتكامل جوانبه المختلفة يضيف هو الآخر أهمية أخرى للفكرة الجديدة . تعتبر الفكرة متكاملة إذا تضمّنت تفاصيل دقيقة تشمل جوانبها المختلفة . أي أن الكلّ يكون عاما وشاملا للموضوع الذي هو بصدده . تكون جوانب الموضوع مترابطة ترابطا عضويا ، فيشكل كل عنصر عضوا أساسيّا مهمّا ، يضيف إلى الكلّ شيئا ما ويدعمه بشكل أو بآخر . وإذا ما حذف أي عنصر من الكلّ فانه يسبّب تخلخلا في هذا الكلّ . يسهل تحديد انتماء كل عنصر إلى الكلّ . تكون هناك علاقة بين أي عنصر وعنصر آخر ، وبين أي عنصر منه. القراءة والتقييم : يقصد بالتقييم القدرة على الحكم في قيمة مادّة معيّنة ، قد تكون قرارا أو شعرا أو قصّة أو رواية أو مقالة أو بحثا أو كتابا أو مخترعا . يكون الحكم كمّيا أو كيفيّا ، إيجابيّا وسلبيّا ، حول ما إذا كانت المادّة تخضع لمعيار معين من صنع الفرد ، أو يزوّد به عندما يطلب منه الحكم . تكون الأحكام على نوعين . يتضمن النوع الأول إصدار أحكام بناء على الأدلّة الداخلية كالدقّة والترابط والاتساق . يتضمن النوع الثاني إصدار أحكام بناء على الأدلّة الخارجيّة التي يتم بمقتضاها مقارنة المادة بمثيلاتها ، ويحدّد بناء على ذلك موقعها من تلك المواد . ينبغي أن يكون القارئ وأي قارئ حتى وإن كان طفلا صغيرا مقتنعا بأن كل فكرة أو نظرية أو رأي أو قول أو كتاب أو قصة أو رواية أو بحث أو مكتشف أو ما إلى ذلك ، مهما كان صاحبه ، قد صيغ في ظروف خاصّة به وبكاتبه ، وفي زمان ومكان معينين . إن هذه المسمّيات ليست نهائية أبدا ، ولن تكون كذلك في يوم من الأيّام . وهي إنما تمثل وجهة نظر هذا الكاتب الشخصيّة . والكاتب قبل كل شيء إنسان ، والإنسان معرض للخطأ . وكما أن الإنسان يصيب أحيانا فهو إنما يخطأ أحيانا أخرى . إن كلّ شخص ، من ضمنهم العلماء والقصّاصين والرواة ، إنما هم أناس يخطئون كما يخطأ غيرهم . بل تكون هذه الأخطاء أحيانا أفضح عندما ننظر إلى أفكارهم بمنظار دقيق ، بما وفّره لنا العلم والتكنولوجيا من جديد في حاضر الأيّام . ينظر كل إنسان إلى الأمور بمنظار خاص ومن زاوية متباينة . كما أن هناك جوانب مشتركة بين الأفراد ، فإن هناك فروقا فرديّة شاسعة جدا فيما بينهم . والنظرة الخاصّة بشخص ما ، من ضمنه القارئ ، مهمة جدا ، لأنها تمثّل وجهة نظره الشخصية . تزداد أهمية هذه النظرة عندما تكون فريدة بهذا الشخص المعين . أي عندما يستطيع هذا الشخص أن يرى ما لا يراه الآخرون . وهذا هو الابتكار بعينه . هذه القناعة إذا ما رسخت في القارئ فإنه يتشجع لتقييم أعمال الآخرين ، من تلك التي يقرأها هنا وهناك . واستخدام معيار من صنع الفرد في التقييم أفضل من استخدام معيار من صنع الآخرين . ذلك لأن وضع المعايير فيه هو الآخر ابتكارا جديدا . يقع بعض الأفراد أسيرا لخبراتهم السابقة ، فيصدرون أحكاما مسبقة متحيّزة لشخص أو لفكرة . تعتبر العودة إلى آراء من لهم صلة بالموضوع والأطفال الصغار طريقة للتخلص من تأثير هذه الأحكام المسبقة .
التوصيات : وانطلاقا مما سبق عرضه يمكن درج التوصيات التالية : • يستطيع كل إنسان أن يكون مبتكرا ، إذا خصص وقتا كافيا لهذا الغرض . إن الوقت المصروف في هذا المجال هو رأسمال المبتكر . ورغم أن استثمار رأسمال معين في التجارة لا يضمن ربحا أكيدا ، فإن استثمار رأسمال الوقت المصروف من أجل الابتكار لا يضمن بالضرورة الحصول على الأفكار المبتكرة . كما أنه لا يمكن الحصول على الربح بدون استثمار المال ، فلا يمكن الحصول على أفكار مبتكرة بدون استخدام رأسمال الوقت . يكون الوقت بذلك قد استثمر في هذه المرّة خير استثمار . • التدريب على تقنيات طرائق الابتكار مهم جدا . وطرائق الابتكار كثيرة ، تتضمن ما تتضمن القراءة المبتكرة والتوقف المبتكر . ينبغي أن يكون كل شيء موجّها ومنظّما ، وألا يترك المجال للصدف أبدا . ويستطيع الشخص الذي يتعلم تقنيات طرائق الابتكار ويطبقها أن يضاعف ابتكاراته أضعافا مضاعفة . | |
|
ع التواب مدير عام
عدد المساهمات : 168 تاريخ التسجيل : 21/09/2009 العمر : 60 الموقع : http:zawia-erp.wik.is.com
| موضوع: رد: ادخل وستعرف كل شئ عن القراءة وتعليمها وكيف تصبح انت وطلابك من القراء المبتكرين الجمعة ديسمبر 04, 2009 1:50 pm | |
| موضوع مفيد جدا جدا ونأمل معا عمل ابتكارات وافكار لمعالجة التلاميذ للقراءة والكتابة فبها بنا ننهض بافكارنا لتطبيق هذا المشروع | |
|
خالد سمير عضو برونزي
عدد المساهمات : 27 تاريخ التسجيل : 02/12/2009
| موضوع: شكرا استاذ محمد الجمعة ديسمبر 04, 2009 5:04 pm | |
| شكرا استاذى الاستاذ محمد عبد التواب على المرور الكريم واتمنى من الله ان نتعاون فى هذا المجال جميعا لاهتمامى الخاص بالتلاميذ الذى يعانون من ديسليكسيا القراءة او ما يسمى بصعوبات تعلم القراءة وهذا موضوع كبير يحتاج تكتل وتعاون الجميع سواء من المعلومات النظرية القليلة عنه لانه مازال فى طور التجريب او النواحى العملية التطبيقية من خبرات اساتذتنا فى مجال تدريس اللغة العربية . امد يدى الى يدك والى يد اى انسان يحب هذا البلد بحق ويسعى لتعليم ابناءها باخلاص . | |
|
أ/عادل عبد العظيم محمد مدير عام إدارة السيدة زينب
عدد المساهمات : 97 تاريخ التسجيل : 21/09/2009 العمر : 68 الموقع : الادارة
| موضوع: عن القراءة , وتعليمها...... السبت ديسمبر 05, 2009 7:43 am | |
| ......... منذ اربعة اشهر كنت اتعجب جدا من ان احد الطلاب بمدرستى الثانوية العامة خطه ردئ.. وكان هذا نهاية الكون فى نظرى ... والان صدمت بواقع عجيب وغريب ينم عن قرب الكارثة, وهو ان هناك تلاميذ بالمرحلة الاعدادية لا يعرفون القراءة او الكتابة ..... كيف وصل هؤلاء الطلاب الى هذه المرحلة من التعليم ... اذا وهذا حالنا الان .. فماذا نحن فاعلون ؟ اقوم على قدر جهدى بتجميع افكار الاساتذة بجميع المراحل عن كيفية النهوض بهذه الفئة من التلاميذ , واننى اعلم ان هناك برامج حالية تحت التنفيذ لمعالجة هؤلاء التلاميذ, الا اننى اتطلع الى العلاج الجذرى والحلول المثلى , الغير معتمدة على التقارير الغير واقعية , ..اتطلع لبرنامج قومى على المستوى المحلى بادارتنا , نشحذ فيه الهمم , ونجمع الخطط العملية الواقعية , ونبدأ التنفيذ ...... واننى على ثقة تامة بان الله تعالى سيوفقنا اهذا العمل . كل ما اريده الان ان تعد لنا برامج فى شكل دروس للتنفيذ العملى .. واننى بالانتظار ... | |
|
خالد سمير عضو برونزي
عدد المساهمات : 27 تاريخ التسجيل : 02/12/2009
| موضوع: ادخل وستعرف كل شئ عن القراءة وتعليمها وكيف تصبح انت وطلابك من القراء المبتكرين السبت ديسمبر 05, 2009 3:14 pm | |
| استاذى الفاضل /استاذ عادل اشكر لسيادتكم المرور الكريم ،كما اقدم لكم جزيل الشكر والامتنان على هذا النشاط والعمل الدءوب الذى لم ار له مثيل من قبل من اى مسئول،اما سؤالكم عن الطلاب الذين وصلوا الى المرحلة الاعدادية بل والثانويات الفنية دون الالمام بمبادئ القراءة والكتابة فالاجابة هى :ابحث عن الابواب الخلفية ومنها الدرووووووووووووووووووس و سلبية اولياء الامور،والغش فى الامتحانات غيرها وهذا ليس رايى ولكن راى دراسة جادة لتحديد وتشخيص الضعف القرائى لدى طلاب الصف الاول الاعدادى . اما طريقة العلاج فتتكدس ارفف كلية التربية بجامعة عين شمس برسائل ماجستير ودكتوراه دون الحصر فى جميع المجالات ولا تجد من يسعى او ينادى الى تطبيقها فى المدارس ،وهذا يوضح مدى الهوة السحيقة بين مراكز الابحاث فى الجامعات وغيرها وبين التطبيق الفعلى لها وهذا ما يلاحظ فى جميع المجالات . وبما ان سيادتكم معكم السيدة مديرة الادارة اول من يبنى ذلك من المسئولين عن الربط بين النظرية والتطبيق فانا اضع يدى معكم واتمنى ان يوافق الاستاذ محمد عبد التواب فى عمل برنامج متكامل لعلاج صعوبات القراءة ونتبعه باخر لعلاج صعوبات الكتابة وحصر اهم مهارات القراءة والكتابة بالمرحلة الابتدائية من خلال الدراسات المختلفة والمتوفرة عندى بكتثرة لاختيار اهم المهارات التى تصلح لطلاب هذه المرحلة ومن ثم بناء برنامج قائم على استخدام استراتيجيات التعلم النشط لتعليم هؤلاء التلاميذ والاخذ بايديهم لتعلم القراءة مع توزيع نسخة من البرنامج للمعلمين للإطلاع عليها وتطبيقها داخل الفصول الدراسية ،بدلا من كراسة تنمية الضعاف التى لا تسمن ولا تغنى من جوع . واذكر سيادتكم بان المدرسة الابتدائية الناجحة هى التى لايخرج منها طفل دون اجادة مهارات القراءة والكتابة ، والتى لا يعلم عنها المعلم شئ وليس العيب فيه فقط ...........بل لقلة التدريبات التى تتابع كل جديد فالمعلم لا يقرا والتدريبات لا تعطى المطلوب ولا تسد فجوة والنتيجة كما ذكرت سيادتكم .
| |
|