حنان صبحى ~ عضو زهبي ~
عدد المساهمات : 134 تاريخ التسجيل : 04/03/2010 العمر : 46 الموقع : hanansophey@yahoo.com
| موضوع: حياتنا الجميلة التى خلقها الله الجمعة مارس 19, 2010 4:04 pm | |
| نُنفق أيامنا فى التمنى ونُهدر ليالينا فى الحسرات. يدهمنا الحزن كقطار مسرع، ونؤجل الأفراح لحين تحقيق الأمنيات: عمل جيد، وظيفة مريحة، مال كثير، بيت واسع، سيارة فارهة، وعيون ترمقنا بإكبار. يحدث هذا أو لا يحدث!. يتجسد الحلم أو يذوب فى الهواء!. سيّان، المؤكد أن العمر يمضى كقطار مسرع، فيما نقف نحن على رصيف المحطة نرمق عربات أمانينا دون أن نقبض إلا على خيوط الدخان.وبعد الركض والجرح وإدمان التمنى تُفكر كم كنت غبياً حينما فكرت فى زحزحة الجبال!. تمشى خطوتك الأولى فى طريق الرضا، وتُسلّم- بغير قيد ولا شرط- إلى العالم كما هو: بجماله وقسوته، بعذوبته وعذابه، ببهجته وجراحه. ويمتلئ قلبك بالسكينة وتنعقد صداقتك مع كل زهرة. تحب حبوب القمح وقطر الندى وعود الريحان، وتشعر بالحنان صوب كل الكائنات، حتى الصرصار الزاحف فى فضاء الحقل تسلم له بحقه فى الحياة.تشعر بالتسامح صوب الجميع: تغفر للثعبان لدغته وللأسد افتراسه، تحب النار حبك للماء، وتأنس بالليل أنسك بالضياء. وحتى ماضيك الأحمق لم تعد تخجل منه، ولا فرص السعادة التى أهدرتها تتحسر عليها، ولا الموت الذى أخافك طويلا يخيفك الآن. لقد امتزجت بقلب الكون ولم يعد فناؤك ممكنا. وحينما تتحرر روحك من ردائك الأرضى تسرى كالنسمة بين الأشجار، وتزور كل الغابات التى لم تستطع أن تزورها فى الحياة. ترفرف مع الطيور، وتدخل مملكة الأحلام، تصير حلما تشاهده عذراء، أو ملاكا مجنحا يبتسم له وليد فى مخدعه دون أن تعرف أمه شيئا عن سر الابتسام!.■ ■ ■هذه كلمتى قبل أن أذهب: كم أنت جميلة أيتها الحياة!. وبحب الحياة أقابل ربى معتبرا أنه- بعد التوحيد – أثمن بضاعتى. فشكر نعمة الله أن أفرح بها، وأنا بنعمتك يا ربى فرح وسعيد.كم أنت جميلة حين تشرق الشمس، وتحلق العصافير فى السماء!. مأخوذة بزرقتها الصافية وفضتها الأخاذة، مبهورة بالفضاء اللا متناهى، ترقص للحب والأمل، صغيرة، جميلة، سعيدة، فاتنة، فخورة بقدرتها على الطيران.كم أنت جميلة بزهورك المبهجة تتمايل مع النسيم فى دلال! والفراشات تسبح فى أثير النور، تشكر الله على نعمته وهذا الرونق والجمال.خبرينى أيتها الأشجار عن أسرارك مع العصافير؟. هل تفتقدين الأحبة الغائبين أم تفرحين بالأجيال المتعاقبة؟. واكشفى لى عن سر ثمار الفاكهة الملونة!، كيف تحدث هذه المعجزة؟ وما بين طين وماء وخشب تحمل كل ثمرة رائحتها الذكية ومذاقها الفريد؟.ويا أسراب النحل تغازلين الزهور طيلة النهار فأى عجب أن تمنحى شهدا؟. ويا أيتها السحب المرحة ألن تكفى عن اللعب!، ترسمين على صفحة السماء الوقورة صورة دب وغزال وعصفور!، ويا أيها القمر القريب البعيد شكرا لك أضأت ليالينا وأضأت قلوبنا.أيتها النجوم والعطور والقطط والكتاكيت. أيتها الغزلان والنمور والطيور والزهور. أيتها الحياة، يا نعمة ربى، إننى أحبك. | |
|